النشمي:...............

النشمي: من الكبائر التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم.. وصفة لا تكون في المسلمين
الشطي: لا يستحق الراتب بعد تخرجه من ابتدأ حياته بالغش والخداع
الراشد: التربية أساسها التهذيب من الأبوين ومراقبة الله الذاتية في داخله
الرومي: يولّد الكراهية ويؤدي إلى إهدار مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب
حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغش وقال «من غشنا فليس منا»، وظاهرة الغش في الاختبارات اصبحت خطرا يهدد مستقبل التعليم، ومع ذلك يلجأ بعض طلبة المدارس والجامعات الى الغش في الامتحانات، وسبب ذلك هو ضعف الوازع الديني وقلة مراقبة الله او انعدامها.. حول هذه الظاهرة الخطيرة يحدثنا العماء.
من الكبائر

بداية يؤكد رئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي د.عجيل النشمي ان الغش حرام، وهو من الكبائر التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «من غشنا فليس منا» اي ان صفة الغش لا تكون في المسلمين، والغش خيانة للأمانة، سواء في البيع او التجارة او في العلم، واخطر ما يكون الغش في الامتحان، لانه غش للنفس وللغير، وأخذ الطالب تقديرا لا يستحقه، فيتقدم على غيره ممن هم افضل منه، ولا تظهر خطورة الغش الا بعد التخرج من الثانوية، او في الجامعة واخطر ما يكون اذا كان عمله بعد التخرج في الوظائف ذات الخطورة كالطب والهندسة وغيرها، فكيف يقوم بواجبه عليها؟ واخشى ان يكون ما يأخذه من اجر على عمله حراما، لأنه يأخذ ما لا يستحقه.

واشار الى ان الغش سلوك رديء يحاربه الاسلام والنظم كلها، فواجب ادارة المدرسة الحزم في هذه القضية الاخلاقية، كما يجب على الامهات والآباء ان يحذروا ابناءهم من التفكير فيه او ممارسته.

جريمة

ان الاسلام قد حرم الغش حرمة تأبيدية، بمعنى انه لا يجوز للانسان ان يأخذ وينال الاوسمة والمناصب من خلال الغش، وقد قيل «ما بني على باطل فهو باطل» وهذه القاعدة فقهية اصيلة، وعلى الشخص اذا دخل زورا وبهتانا وحصل على منصب او نحوه، فقد اخذه ظلما، وهذا لا يجوز مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا»، هذا ما ذكره الاستاذ بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية د.بسام الشطي، واضاف ان الانسان اذا مارس الغش في المرحلة الثانوية وفي الجامعة ثم تقلد احد المناصب لا يستحقه، فكل راتب يتقاضاه يكون عليه حراما، لأنه لم يأخذ هذه الشهادة الا عن طريق الغش، والغش اصله حرام لقوله صلى الله عليه وسلم «ايما لحم نبت من حرام فالنار أولى به».

وقال ان بعض الطلاب قد يبررون لانفسهم الغش على ان هناك مواد لا تفيدنا في حياتنا كاللغات الاجنبية، او انه لن يتخصص في مادتي الفيزياء والكيمياء وهذا التبرير منه غير صحيح فيجب على الانسان ان يدخل الاختبارات بجهده وبتوفيق من الله، وزاد، ان على الطالب مراقبة الله عز وجل ولا يجعل كل همه ان يغش او كيف يغش؟ ناصحا الطلاب ان يجدوا ويجتهدوا فمن جد وجد ومن زرع حصد وعليه ان يشغل الوقت الذي يدفعه للغش لحفظ المواد ومراجعة الاختيار.

من أنواع السرقة

وبدوره، قال عضو هيئة التدريس في كلية التربية بجامعة الكويت د.صالح الراشد ان اساليب الغش عجيبة ومتنوعة وعديدة، وان الذين يستخدمونها هم الطلبة الكسالى او قليلو التحصيل العلمي او الذين لا يستطيعون الاعتماد على انفسهم والغش نوع من أنواع المنكر والمنكر هو ما ينكره الشرع والعقل.

ووصف الغش بأنه نوع من انواع السرقة فان الشخص لا يرضى بأن يقال له سارق والغش هو السرقة، محذرا الطلاب من الاتكالية على الغير والاعتماد عليهم، وعدم الاعتماد على النفس لما له من انعكاس على الانسان واحساسه بذاته، واستنكر د.الراشد سلوك الطلاب الذين يغشون في الاختبارات ويتم اكتشافهم من قبل المراقبين عليهم مما يسيء لسمعتهم، فالغش مسألة سلبية وشيء مذموم وغير محمود ومنكر.

تقوى الله

وتطرق د.الراشد الى الجانب التربوي حيث اشار الى ان التربية اساسها التهذيب ويجب ان يكون هذا التهذيب لدى الطالب من قبل البيت المتمثل في الاب والام وزرع مراقبة الله والمراقبة الذاتية في داخله.

واشار الى بعض الوسائل التي تعين الطلاب في دراستهم منها الاهتمام بالمادة العلمية وتنظيم الوقت وتلخيص المادة ووضع هوامش ومفكرة صغيرة، وضبط اوقات الدراسة بدل الاجتهاد وعمل اساليب جديدة للغش، ودعا د.الراشد الطلاب الى مراقبة الله عز وجل لقوله تعالى: (يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور) لان مراقبة الله عز وجل والحياء منه ايمانا بأنه يعلم ان الله يراه كل هذا يعد سببا ودافعا يمنعه من الغش، محاولا السمو بالنفس والتغلب عليها لان الغش ضعف وخضوع واتباع للشيطان.

يولد الكراهية

ويؤكد سكرتير تحرير مجلة الوعي الاسلامي الاعلامي سليمان الرومي ان الغش في الاختبار يؤدي الى اهدار مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب ما يؤدي الى احداث خلل في المجتمع، بالاضافة انه يولد الكراهية والاحقاد بين الافراد وينشر الامراض الاجتماعية بين ابناء الطبقة الواحدة، فضلا عن انه قد أصبح سلوكا يعتاد عليه في حياته ولا يتخلى عنه، وهذا بدوره يؤدي الى تدمير القواعد السوية في التعامل بين افراد المجتمع.

واشار الرومي الى ان الغش يعتاد عليه الاطفال منذ الصغر وترجع هذه العادة السيئة الى التربية والتنشئة من البيئة المحيطة به تبدأ بالآباء مرورا بالمدرسة وصولا الى المجتمع، وان ما يقوم به الطلبة من غش في الاختبارات يعتبر سلوكا سيئا وتقع مسؤولية تقويمه على الآباء والمدرسين ودور العبادة.

يملك ولا يستحق

ويؤكد الرومي ان الغش من اكبر الرذائل ومن اكبر الكبائر التي حرمها الله تعالى تحريما قطعيا ومن يتخذ الغش منهاجا له في حياته ويسلك هذا الطريق فإنه يكون قد خرج عن المنهج السليم للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وأتباعه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا»، وهذا يؤكد ان الغش محرم في التعليم والتعلم خاصة الذي يحدث في المدارس او في الجامعات بين الطلاب والطالبات فهذا يعد من اخطر انواع الغش لما له من آثار سلبية تعود على الفرد والمجتمع، فالطالب الذي ينجح بسبب الغش ويتخرج ويخرج الى المجتمع حاملا شهادة لا يستحقها ويتولى ممارسة العمل يصبح دأبه الغش والسطو على جهود الآخرين وعلى افكارهم ولا يستطيع ان يتقن عمله ولا يكون راعيا لله في عمله فضلا عن انه لا يستطيع ان يكون صادقا في حياته، ولفت الى ان اهمال الطالب لدروسه وتقصيره في التحصيل الدراسي يجعله يلجأ الى الغش لكي يتم له النجاح، وهنا يظهر دور المنزل في العملية التربوية التي تشترك بين المدرسة او الجامعة والبيت والكل يكمل بعضه البعض، فلو قام المدرس بدوره خير قيام وكان التقصير من قبل البيت ضاع مجهود المدرس هباء ويلجأ التلميذ الى الغش، ولو علم الطالب ان الله يراقبه ومطلع على اعماله وافعاله وسره ونجواه ما اقدم على الغش.

الغش محرم

الدليل من القرآن الكريم على تحريم الغش قوله تعالى: (ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون) (المطففين: الآية 1 ـ 3).

وقال الله تعالى ايضا في كتابه العزيز (والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فإن الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم) (المائدة: الآية 38 – 39).

في السنة

عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا» (رواه مسلم».

وقد اجمع جمهور العلماء على ان الغش آفة من آفات المجتمع بكل صوره وهو محرم لا يرضاه الله ولا رسوله ولا تقبله الفطرة السليمة التي تبتغي رضاء الله والرسول في عمله.

ابن باز (رحمه الله)

وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ «ان الغش محرم وان قول النبي صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا» يعم الغش في المعاملات والغش في الامتحان فلا يجوز للطلبة والطالبات الغش لعموم الحديث».